
بقلم: أحمد الخبراني
يظل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – قدوةً في العمل الإنساني ومبادرات العطاء التي لا تنقطع، فسموه لم يكتفِ بتقديم الرؤية والطموح لمستقبل المملكة، بل قدّم نموذجاً يُحتذى به في البذل والرحمة، وحرص على أن يكون في مقدمة الصفوف في كل ما يخدم صحة الإنسان وسلامته. فقد جاءت حملته الأخيرة للتبرع بالدم امتداداً لنهج كريم، يترجم حرص القيادة على تعزيز قيم التكافل والتعاون المجتمعي، حيث إن التبرع بالدم ليس مجرد عمل طبي بل رسالة إنسانية عظيمة تُسهم في إنقاذ الأرواح، وتغرس في المجتمع ثقافة العطاء بلا حدود، ومشاركة سموه في هذه الحملة بادرته الشخصية للتبرع تحمل أعظم رسالة وهي أن القائد لا يكتفي بالتوجيه، بل يكون أول المبادرين بالفعل ليقدّم درساً عملياً في التضحية والإيثار.
وقبل ذلك جسّد سموه أسمى صور الإنسانية حين سجّل اسمه في قائمة المتبرعين بالأعضاء، ليؤكد أن العطاء لا يتوقف عند حدود الحياة، بل يمتد ليمنح آخرين فرصة جديدة للحياة بعد الموت، في مبادرة عززت الوعي المجتمعي بقيمة التبرع بالأعضاء ورسّخت مبدأ أن القائد قدوة وأن المسؤولية تبدأ من القمة. كما لا يمكن أن تُنسى مبادرته المؤثرة حين أخذ لقاح كورونا في عزّ الجائحة، ليبدد القلق ويمنح المواطنين والمقيمين الطمأنينة والثقة في الإجراءات الصحية، وكانت تلك اللقطة أكثر من مجرد مشهد طبي، بل رسالة طمأنة وقيادة ووعي جعلت المجتمع يتسابق إلى مراكز التطعيم متسلحاً بالثقة في قيادته.
إن ما بين التبرع بالدم والتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء وأخذ لقاح كورونا، يتضح أن سمو ولي العهد لا يمارس العمل الإنساني كحدث عابر، بل كنهج راسخ في فكره وسلوكه، فهو قائد يُلهم شعبه بالفعل قبل القول، ويؤسس لمجتمع معطاء يرى في العطاء شرفاً وفي البذل قيمةً وفي الإنسانية رسالةً سامية
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات