
✍🏼الكاتب: فلاح بن علي الزهراني
تأتي برامج الابتعاث في إطار اكتساب المعرفة من مصادر متنوعة وغنية وثقافات متعددة، وهي بمثابة الإثراء الذي يحدث نوعاً من التجديد وتبادل الخبرات، نظراً لاختلاف المناهج وطرائق البحث وأسلوب التعليم من دولة لأخرى، سيما أن الموافقة على إلحاق الطلاب بالبعثات يقتضي أن تكون الجامعات من المرموقة ذات التصنيف العالي، كي يعود المبتعث بتأهيل علمي يمكنه من ممارسة المهنة بإتقان ومهارة فائقة ليخدم وطنه بكل كفاءة واقتدار.
ومع أن الابتعاث حقق أهدافه المتوخاة خلال الأعوام السابقة، إذ عاد المبتعثون ليؤدوا الدور المطلوب منهم في شغل الوظائف وممارسة العمل المتخصص بجدارة وجودة عالية، سيما في مجالات الطب والهندسة وأيضاً الأكاديمية التطبيقية والتعليمية، وهو ما يحدث طفرة تنموية ونقلة نوعية تتضافر من خلالها العقول والأفكار لتواكب العالم المتقدم في مختلف الفنون والمعارف والمهارات كنوع من الانفتاح نحو العالم الخارجي، لبناء تنمية مستدامة وفق أسس ومعايير دقيقة ومحكمة تضمن الاستمرارية والنمو المضطرد؛ تطويراً وديمومة.
ولما طرأ على الساحة في الآونة الأخيرة من حوادث قتل واستهداف للمبتعثين ببواعث إجرامية عنصرية انتقامية أو لمطامع مالية ناتجة عن حالات اضطراب وجنوح أو كانت مقصودة بأي حال، أو تحت أي توجه، ليذهب ضحيتها أبناء بررة طالما انتظرهم الوطن ليكونوا معول بناء ونفع لأهليهم ومجتمعهم، مما يدعو لإيجاد حلول تقتضي توطين تلك المصادر لتكون ضمن الإطار الجغرافي لمملكتنا العزيزة، وذلك لضمان سلامة الطلاب من جهة، وللحد من المصروفات العالية التي تكلف الدولة الأموال الطائلة، لقاء الإنفاق على رحلة التعليم، مع ما يحدو ذلك من مخاطر وتغرب تجعل الطالب على المحك؛ فوزا أو خسارة!
وهنا يبرز سؤال مصيري:
ألا يمكن فتح فروع للجامعات الأجنبية ذات الكفاءة العالية، والمستهدفة للابتعاث لتوجد مقراً لها دائما في المملكة؟! ليتحقق من وراء ذلك العديد من العوائد، والتي منها تطبيق البحوث والتجارب على البيئة السعودية مباشرة، بدلاً من البديلة أو الموازية، لتكون أكثر قرباً ومطابقة، إضافةً للإسهام في نقل وتبادل الخبرات مع جامعاتنا، بل ستدفع للمنافسة في محاولة للتوأمة والارتقاء والمنافسة المحمومة والشريفة، مع ما يحققه ذلك من اقتصاد معرفي ومالي، وما يسهم به من ثراء وإثراء وحراك صناعي تقني وبحث علمي مستفيض، ليكون وطننا قبلة لطالبي العلم؛ في المجالات المتخصصة العلمية والتطبيقية- يستقطب دول الجوار وربما العالم لما يتمتع به من أمان وموثوقية ورخاء ورفاه معيشي، واقتصاد مزدهر، وهو ما سيضيف كذلك بعداً آخر، وجاذبية موجهة، تدعم الاقتصاد الوطني بفاعلية ونمو متسارع حاضرًا ومستقبلاً.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات