
✍🏼محمد الرياني
لم تنَمْ وأشرقتْ ذات صباح ، ما أروعَ الظلال !
ما أروعَ النسائم التي تلعبُ بأجنحةِ العصفورِ الأصفرِ الذي جاء معي إلى الظل ! كنتُ في حلمٍ جميلٍ فاتن ، وباتتْ تغزلُ للصباحِ حكاياتٍ من نسيجِ خيالها ، قدمتْ إلى الظلال ، لم يهرب العصفورُ وكأنه يعرفها ، ازداد جناحاه حركةً وكأنه يعزفُ لها مقطوعةَ الصباحِ وأنشودةَ الظلال ، بقيتُ أستمتعُ بالظلالِ وأنا أغرزُ قدمي في الترابِ الباردِ وعيناي تستقبلان صُورَ الحَدَثِ الرائعِ الذي أنتظره ، لم تقل أنها باتت تغزلُ قبلَ الشمسِ سطورَ الصباح ، ولم أقل لها إنني سبقتُها إلى الظلِّ لأغردَ مع طائرٍ أصفرَ وأنقشَ معه على الرملِ ذكرانا ، جلستْ على مرتفَعٍ يعلوني ويعلو العصفورَ الذي استمرَّ يلهو وكأنه ينتظرُ عصفورةً بيضاء كي تلهو معه ، فجأة هبطتْ عصفورةٌ بيضاء كانت في أعلى الشجرة ، تركتْ عشَّها الذي نسجتْه للتوِّ في أعلى غصنٍ وجاءتْ لترددَ مع العصفورِ أنشودةَ الصباح ، تمنيتُ أن أسلبَ أغنيةَ العصفور ، وأن أغرِّدَ بلغةٍ أعجمية ، ازدادتْ غيرتي والطائران يرتفعان إلى العُشِّ الجديدِ في رأسِ الشجرة ، سألتْني وكنا وحيدين تسطعُ من فوقنا الشمس : ألا تحرك مشاعرَكَ أشعةُ الشمسِ في الصباح!
نظرتُ إلى موضعِ قدمي وقد حفرتُ حفرةً في الظلِّ وقلتُ لها: غدًا تنبتُ شجرةٌ كبيرةٌ جاءتْ من الفرعِ القربب ، لن نبني عُشًّا مثل أعشاشِ العصافيرِ الصغيرة ، نحن لنا أملٌ يتسعُ للكونِ ولكنه لي ولك ، عندها ارتفعتِ الشمسُ واختفى الظل ، لم يعد للطائرين الجميلين صوت ، انقطعَ صوتُهما مع اصفرارِ الشمس ، قلتُ لها : سيأتي الليلُ لنغزلَ فيه نسيجًا لصباحِ الغد ، هزَّتْ رأسَها بابتسامةٍ ساحرةٍ وهي تنتظرُ موعدَ الشروقِ القادم .
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات