منوعات

أين البقية ليلحقوا بالركب؟

أين البقية ليلحقوا بالركب؟

نسمع كثيراً بذكر الجمعية الفلانية المحلية او الدولية أو اتحاد مهنيين بعينهم، ولكن للأسف لا نرى لهم أثر في خدمة المجتمع بشكل عام بالرغم ان معظمها جمعيات خدمية أهلية أنشأت بقرار من مجلس الوزراء وعضوية مجلس إدارة يتمتع بصلاحية تنفيذ رؤية وأهداف ورسالة الجمعية التي أنشأت من أجلها، والمكملة لرؤية المملكة 2030.

وكعضو منتسب للعديد من الجمعيات المحلية والدولية الربحية والغير ربحية، وجب عليّ ان أوضح للمتصفح الكريم بان الجمعيات فيها المحترف وفيها الهاوي وفيها الخيري والإنساني وغيرها، والمتوقع من الجميع أداء رسالتهم على أكمل وجه مع الأخذ بعين الاعتبار بان الاحترافية منها تحقق أرباح بسيطة تساعدها على أداء دورها المجتمعي لخدمة الفئة المؤسسة في أي مجال كان، غير ان ما فاجأني هو إحدى تلك الجمعيات المؤسسة تحت شعار هواة من أبناء هذا الوطن فكان لهم نصيب الأسد من خدمة المجتمع والوطن بأكمله.

ان الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي SARS وبالرغم من صغر سنها خير مثال على الجمعية الفعّالة والرائدة في هذا المجال حيث لملمت شتات الهواة تحت نظام واحد وترددات متعددة، مجتمعة تحت لائحة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وأتقنت دورها حيث تهدف الجمعية إلى تنمية العلاقات والاتصالات بين مختلف شعوب العالم وتبادل الخبرة والمعرفة بينهم والمساهمة في الظروف والحالات الطارئة.

لقد كان للجمعية دور كبير في سبيل خدمة الوطن وذلك بالتعريف عن إنجازات المملكة في كل مناسبة وطنية او دولية وذلك بالبث عبر الأثير مقاطع صوتية حيّة للتعريف بالمناسبة وبعدة لغات، كما قامت بمشاركة الاتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة عند بث مناسباتها كبادرة تعد الأولى، كما قامت على تذليل الصعوبات التي تواجه الأعضاء ابتداء من التراخيص وانتهاء بتوزيع الأجهزة المدعومة، وإقامة دورات ومحاضرات مجانية لتطوير منسوبيها وغيرهم.

لقد تعدى دور الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي ما سبق الى المشاركة في إيصال الرسالة التعليمية الى الفضاء، فأنشأت المنارات الفضائية بالرياض وحائل وغيرها، وتعاونت مع خمس جامعات سعودية على الأقل لتقديم خدماتها وخبراتها، فعقدت اللقاءات لطلاب المدارس والجامعات ونقلت رسائلهم وأسالتهم العلمية الى الفضاء، وتعتبر من المبادرات الرائدة للاتصال الفضائي برواد الفضاء السعوديين.

لم تكن تتحقق هذه الإنجازات لولا الله ثم دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ووليّ عهده الأمين وبإشراف مباشر من سمو رئيس الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي الأمير بدر الفيصل والذي ضحى بوقته وجهده وماله في سبيل إيصال تلك الرسالة العظيمة كما ذلل الصعاب لجميع محبي هذه الهواية محلياً ودولياً... ويبقى السؤال أين البقية ليلحقوا بالركب؟!

✍🏼علي بن عبد الله المالكي