✍🏼محمد الرياني
ويظلُّ طيفُ عينيها ساكنًا في عينيه ، خبأتْ عنه كلَّ شيء باستثناء عينيها وصوتها المبحوح الذي أحرجَ كلَّ الأصوات ، عبثًا يحاول نسيانَ تفاصيل اللقاء القصير الذي جمعهما ولم يستطع وكأنَّ اللحظةَ التي هربتْ من الزمن الطويل جاءت لتكتب زمنًا طويلًا في مخيلته وبين عينيه ، يحاول اجتياز النظراتِ الخجولة ولكن الصوتَ الإعجازيَّ ينهاه عن فعل ذلك ؛ يسأل نفسه لماذا تفعل معه هذا التصرف وقد أُوصدَ البابُ وأُحكمَ إغلاقُه ولا مناصَ من التسليم ، لايوجد مايدعوه لكثيرِ أسئلةٍ خشيةَ الانزلاقِ نحو ردٍّ قاتل ، وجدًها بعد ذلك اللقاءِ العابرِ تثير دهشته ، تجعله يحتار في فهمِ التفاصيل ، تدفعه لقراءة ملامحها الرقراقة أكثر ، اكتشفَ أن شيئًا ما يجمعهما على الرغم من فاصلِ الزمنِ ونَأْيِ المسافات ، أغمضَ عينيه كي لا يرى العالمَ الجديد الذي هي فيه واكتفى بالنظر بعينين مغمضتين إلى عالَمه المنصرم ،تدمع عيناه بحرقةٍ وهو يضع العالم القديم والجديد في كفتين ويتخيلُ نظراتِ عينيها وصوتها المبحوح ، أراد أن ينطقَ بشيء كي يتسلى ، وجدَ البحَّة في صوته ، بدأ صوته يختنق ، تخنقه العبرات ، فتح عينيه أكثرَ وأكثرَ لتسترجعَ الممراتِ الأنيقةَ حيث التقيَا لأول مرة ، بقيتْ صورتُها في مستقرِّ بصره رائعةً بالفعل ، ولكنها بالنسبةِ له شيئًا هلاميًّا غابَ وسط المستحيل .
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات