المقالات

ذو العقل الجميل !

ذو العقل الجميل !

✍️ عبدالله الجوي 

توصلت الكثير من الدراسات والأبحاث التي تدرس عمليات التفكير والوظائف ذات العلاقة بعمل الدماغ عند الإنسان إلى نتائج تتضمن ما يرشد الإنسان في حياته إلى الصحة والسلام، وذلك بالاستخدام المثالي لملكة العقل وهذا لا يتم إلا بفهم طبيعة العمليات التي تتم داخل الدماغ.

فالدماغ كما جاء في الكثير من الدراسات يحتوي على عقلين الأول العقل الظاهر، وهو وليد الحاجات مهمته التعرف على العالم الخارجي بالحواس الخمس ويرشد الإنسان اتجاه الماديات ووظائفه بشكل عام التفكير.

والثاني العقل الباطن ويُعنى بالمجريات الأكثر دقة فهو يتعرف على بيئته بوسائل مستقلة عن الحواس أي بواسطة البديهة وهو مركز العواطف والذكريات ويقوم بوظائفه عندما تكون الحواس الخارجية معطلة.

وللعقل الباطن أدواره الأولى في مختلف ردات الفعل فهو موطن الغرائز الذي يدير معظم التصرفات.

وإذا ما قاما هذان العقلان بعملهما في توافق، تام ساد النفس الاتزان وحملها على الرغبة في الحياة وتحقيق التطلعات والآمال، وأما إذا ما حدثت تعارضات ونزاعات بينهما، تسبب ذلك في الكثير من الاضطرابات العقلية والأمراض في أعضاء الجسم ووظائفه كلها.

وهذا يدل دلالة واضحة أن هذا العقل مسؤول بشكل كامل عما يحدث لنا، فالأفكار المسمومة تجلب لنا الأضرار لأنها لا تتماشى مع مصداقية تتطلبها العمليات الظاهرة والباطنة داخل العقلين كما أسلفنا.

وعلينا بالمقابل إدراك خطورة الأفكار والخواطر التي ترد إلينا ونبذ ما يسبب ذلك التناقض الذي يحدث بداخلنا ومسايرة الأفكار ذات المعاني الإيجابية لنحظى بنتائج تشكل عالمنا الجميل الذي نريده ونسعى إليه.

قال المتنبي :

ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ. 

وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ.